المخاطر الخفية للإشارات المجانية
المخاطر الخفية للإشارات المجانية
- ما هي إشارات التداول المجانية؟
- مصادر إشارات التداول المجانية
- إشارات التداول الآلية مقابل الإشارات التقليدية
- مزايا إشارات التداول الإلكترونية والتقليدية
- المخاطر الخفية للإشارات المجانية
- أهم النصائح للتعامل مع إشارات التداول المجانية
مقدمة:
يبحث المتداولون في العموم عن المعلومة الدقيقة قدر الإمكان، للاستفادة منها وتحقيق الأرباح، إما من خلال استخدامها أثناء قيامهم بالتحليل، أو الاستناد إليها في اتخاذ القرار النهائي سواء بشكل جزئي أو تام، ومع سوق يتسم بالتقلبات الكبيرة والسريعة، فإن المعلومة الدقيقة بالوقت المناسب قد تمثل عامل الحسم في نجاح المتداول أو فشله.
وأحد تلك الوسائل هي الإشارات المجانية (إشارات التداول المجانية)، وفيما يلي استعراض لهذا المفهوم والمخاطر التي يمكن أن تحيط بتلك الإشارات نتيجة عدم فهمها أو إدراك المخاطر التي تحيط بها إذا ما تم سوء استخدامها.
وتناول إشارات التداول المجانية، لا يعد تنفيرا منها أو التشكيك بها، وإنما العمل على التعريف بها ومزاياها وتقديم المخاطر الخفية التي قد تحيط بها، إضافة إلى تقديم أبرز النصائح التي يمكن اتباعها في استخدام هذه الإشارات للوصول إلى الأهداف بشكل أمثل.
ما هي إشارات التداول المجانية؟
إشارات التداول المجانية هي توصيات أو إشعارات يتم إنتاجها وإرسالها للمتداول من خلال العديد من المصادر التي تشير فيها إلى احتمالات التداول المحتملة في سوق العملات (اقتراحات الشراء أو البيع)، وتحدث هذه الإشارات نتيجة العديد من المعايير المختلفة، والتي تندرج تحت كل من:
- التحليل الفني: عبر تقديم تحليل بياني لسوق الفوركس (زوج عملات محدد أو عدة أزواج) لتحدد من خلالها الإشارة نقاط الدخول والخروج المحتملة ونقاط إيقاف الخسائر.
- التحليل الأساسي: وذلك من خلال استعراض وتحليل أخبار السوق المتعاقبة، ومتابعة كل الأخبار بهدف تحديث الإشارة بما يتوائم مع مستجدات السوق.
- المزج بين التحليل الاساسي والفني: ويحدث بدمج التحليل الفني مع مضامين التحليل الأساسي، وتحديدا تلك المضامين المهمة التي تتزامن مع توقيت التحليل الفني.
مصادر إشارات التداول المجانية:
يمكن أن تصدر إشارات التداول المجانية عن متداول مخضرم وخبير مالي حقيقي، كما يمكن أن تصدر الإشارات عبر أنظمة آلية/ الكترونية.
وفي زمن يتسم بالتكنولوجيا المتسارعة والفائقة، فإن بعض الإشارات بات يتم إنتاجه من خلال خورازميات ذكية معتمدة على الثورة المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي طال مختلف المجالات، ولكن النسبة الأكبر من تلك الإشارات تكون مدفوعة بشكل كامل أو جزئي.
وقد أشار صندوق النقد الدولي في تقرير "تقرير الاستقرار المالي العالمي 2024" إلى أن التداول القائم على الذكاء الاصطناعي إلى أسواق أسرع وأكثر كفاءة، ولكن أيضًا إلى أحجام تداول أعلى وتقلبات أكبر في أوقات التوتر، وعرضة للهجمات والمخاطر.
وكإحصائية مهمة يمكن أن توضح مدى الاهتمام بالتداول المبني على الذكاء الاصطناعي، فقد أشار الصندوق إلى أن حصة محتوى الذكاء الاصطناعي في طلبات براءات الاختراع المتعلقة بالتداول الخوارزمي ارتفعت من 19% في عام 2017 إلى أكثر من 50% سنوياً منذ عام 2020.
إشارات التداول الآلية مقابل الإشارات التقليدية:
من خلال الإحصائيات الخاصة بالتداول الالكتروني، إضافة إلى الثورة التي يحدثها الذكاء الاصطناعي بتسارع شديد جدا وتحديدا منذ نهاية عام 2022، فإنه من الطبيعي أن تكون إشارات التداول الالكترونية محور اهتمام المتداولين بشكل كبير، ولكن الإشارات التقليدية التي يقوم بها العامل البشري ما زالت قائمة ومستخدمة ولها قدر كبير من الأهمية في عالم المتداول كما سيتم الإشارة في نهاية هذه المقالة.
وعلى الرغم من أن الفرق بينهما قد يبدو بسيطا، إلا أنه تجدر الإشارة إلى الفرق بينهما للوصول إلى مزايا كل واحد من الإشارات.
حيث يتم إنشاء إشارات التداول الآلية عبر أنظمة تداول إلكترونية، أو خوارزميات مصممة لتحديد فرص التداول المحتملة، وذلك بالاستناد إلى معطيات ومعايير محددة مسبقا تندرج تحت كل من التحليلين الأساسي والفني، ويستلم المتداول هذه الإشارات عبر البريد الالكتروني أو الرسائل النصية أو من خلال رسائل منصة التداول.
أما إشارات التداول العادية فتتم عبر العامل البشري البحت، سواء المتداولين الخبراء أو المحللين الماليين الثقات، الذين يستخدمون ما لديهم من خبرة ومعرفة في تحديد فرص التداول الجدية، وتقديمها للمتداول، عبر مختلف الوسائل.
مزايا إشارات التداول الإلكترونية والتقليدية:
قد تشترك كل من إشارات التداول الالكترونية التقليدية والالكترونية مع بعض المزايا، كالاستناد للخبرة البشرية أو الالكترونية التي يتم تغذيتها بتحديث الخوارزميات والمعايير، إلا أن هناك بعض المزايا الخاصة بكل نوع من هذه الإشارات، ومن أبرزها ما يلي:
1. إشارات التداول الآلية:
- السرعة: وذلك نظرا للعامل الالكتروني الذي يساهم في تقديم الإشارة بشكل يتيح للمتداولين التصرف بسرعة.
- الموضوعية: يتم إنتاج الإشارات المجانية الآلية بناء على المعايير الموضوعية المحدد مسبقا، وهو ما يعني التخلص من تأثر التحيز البشري أو العاطفة أثناء اتخاذ القرار من قبل المتداول.
- فحص البيانات التاريخية بسرعة: يمكن القيام أثناء إنتاج الإشارات الآلية اختبار نفس الإشارة على البيانات التاريخية للأسواق، وهو ما يمكن أن يزيد من موثوقيتها.
2. إشارات التداول الطبيعية:
أما المزايا الخاصة بالإشارات الطبيعية الناجمة عن المتداولين أو الخبراء البشريين، فإنها تتمثل في:
- الإدراك المرن: وهو الذي يعاني إدراك الأحداث ومدى ترابطها وتأثيرها سواء على مختلف الأسواق أو على سوق بعينها، وذلك عبر المتابعة المستندة إلى الخبرة العلمية والعملية والمعرفة المعمقة.
- الثقة: ما زالت شريحة من المتداولين الذين يثقون بالعامل البشري أكثر من العامل التكنولوجي، وتحديدا الذكاء الاصطناعي الذي ما زال ينظر إليه البعض على أنه حديث وما زال يلزمه الوقت للنضوج.
- خبرة الأحداث: بعض الخبراء ممن يقدمون إشارات التداول، تعايشوا مع أحداث مشابهة لما يحدث أثناء تقديمهم لبعض الإشارات، وهو ما يجعلهم قادرين على التحليل بناء على بعض التفاصيل التي عايشوها وأدركوها بشكل أكثر عملية.
المخاطر الخفية للإشارات المجانية:
إن استعراض المخاطر الخفية التي قد تقف وراء إشارات التداول المجانية، لا يعني أبدا إنكار أهميتها أو التشكيك فيها بشكل عام، ولكن إدراك عموم المتداولين للمخاطر الخفية التي قد تنجم عن إشارات التداول المجانية، يعد أمرا مهما لتمكينه من تحديد الإشارة الجيدة وفهمها وتحديد طريقة اتباعها وفقا لاستراتيجيته وبما يضمن تحقيقه لأهدافه بالشكل الأمثل، وفيما يلي بعض أبرز تلك المخاطر:
- الافتقار إلى المرونة دائما: سواء في الإشارات التقليدية أو الالكترونية، فإنه لا يمكن ضمان المرونة مع ظروف السوق المتغيرة دائما، فقد يغفل العامل البشري عن حدث ما، أو قد يعتمد الشق الآلي على معايير محددة مسبقا لا تتوائم مع المستجدات والأحداث المفاجئة.
- الاعتماد المفرط: أبرز المخاطر التي قد يتعرض لها المتداول، هي الاتكال والاعتماد الدائم على الإشارات في اتخاذ القرار دون إدراكه أو فهمه أو مقارنته بتحليله الشخصي أو تحليلات الخبراء الآخرين.
- فخ التكاليف: يقصد بهذا الخطر كلٌ من الإشارات المجانية التي يمكن أن يكون لديها وجهان، الأول هو جذب المتداولين الجدد للاعتماد عليها دون التأكد من المصدر وفحصه، و/أو عدم الثقة بالإشارة المجانية والتوجه نحو الإشارات المدفوعة التي تزيد من تكاليف التداول خاصة إذا ما تم اتباعها أو الاستجابة لها بشكل خاطئ.
- المشاكل الفنية: سواء في الإشارات التقليدية او الالكترونية، قد تتعرض الطريقتان إلى مشاكل انقطاع التيار الكهرباء سواء لدى المصدر أو المستقبل، وهو ما قد يعرض الإشارة للخطأ في توقيت العرض أو الخطأ في انتاج الإشارة نتيجة انقطاع كهربائي غير متوقع على الأنظمة التي تنتج هذه الإشارة.
- الافتقار إلى المصداقية أحيانا: العديد من مزودي الإشارات المجانية يقومون بإخلاء مسؤوليتهم من أية نتائج تترتب على إشارة خاطئة أو أي خطأ مقصود/ غير مقصود أثناء تقديم الإشارة، كما قد لا يتم تقديم الإشارة أحيانا وفقا للمعلومة الكاملة أو الموثوقة.
- استغلالها أحيانا في التلاعب والاحتيال: بعض الإشارات المجانية قد تكون وسيلة من وسائل التحايل وتحديدا المستخدمة ضد المتداولين الجدد الذين لا يدركون تماما لمفهوم الإشارات المجانية ومزايا والمخاطر الخفية التي قد تنطوي عليها.
- مخاطر فقد الثقة بسرعة: إن تعرض المتداول لبعض الإشارات المجانية الخاطئة قد تدفعه لترك التداول بسرعة شديدة، نظرا لفقد ثقته بعالم التداول الناجم عن الإحباط مما تعرض له من معلومات ونصائح.
- تهديد الاستقرار المالي: كما تمت الإشارة إليه في المقالات السابقة، فإن ترك المتداولين لعالم التداول بسرعة، أو إلحاق الخسائر بهم بشكل متكرر، قد يعرض المتداول والاقتصاد إلى خسائر مالية كبيرة.
أهم النصائح للتعامل مع إشارات التداول المجانية:
إن إشارات التداول المجانية تعد وسيلة مهمة في عالم التداول، وذلك نظرا لأنه عالم سريع ومليء بالتقلبات والأحداث سواء المرتقبة أو المفاجئة، وهو ما يجعلها أحد الوسائل الأولية لإدراك ما يحدث من خلال ما يستعرضه أصحاب الخبرة من آراء مبنية على التجارب والرأي العلمي، وفيما يلي أبرز النصائح للتعامل مع إشارات التداول المجانية:
- افحص الجهة مقدمة الإشارات: وذلك من خلال فحص الآلية التي يتم تقديم الإشارات من خلالها، وفحص الإشارات السابقة ونسبة نجاحها، سواء من خلال استعراض الآراء السابقة، أو فحص الإشارة السابقة لأداة معينة مع أداء تلك الأداة أثناء تقديم الإشارة.
- افحص الانحراف المعياري لمستوى النجاح: بعد قيامك بتحديد عدد جيد من الإشارات السابقة، قم باستعراض مستوى تقارب حجم أو نسبة نجاح هذه الإشارات، مثلا: إذا كان عدد الإشارات الجيدة 10 من أصل 15، فكم حجم النجاح الذي تم تحقيقه للإشارات العشرة، وما هو مدى التناسق مع هذه الإشارات، وذلك أنه يمكن لإشارة واحدة ناجحة بشكل كبير أن تعظم من مستوى حجم الإشارات الناجحة حتى وإن كانت بقية الإشارات ذات مستوى نجاح ضئيل.
- افحص الإشارات في أوقات الذروة: يضيف هذا الفحص أمرا جيدا لمعرفة إذا ما كانت الإشارة فعالة في أوقات تقلبات الاسواق، كالانتخابات أو موعد بيان اقتصادي مهم مثلا.
- افحص اتساق الإشارات: وذلك من خلال تحديد حجم الصفقات الناجحة وتباعدها، وهو ما يساعد على زيادة الثقة بأن الإشارات كانت تقدم أداء نجاحا بشكل نسبي وعلمي وليس عن طريق الحظ أو الصدفة.
- تأكد من مزود الإشارة المجانية: وذلك من خلال السؤال عن سمعة المزود وخبرته، وإذا كان يقدم نصائح تتوائم مع حجمك المالي أو استراتيجيتك التي تريد اتباعها أو تتبعها فعلا.
- قارن الإشارات المختلفة: لا بأس من إجراء بعض المقارنات بين الإشارات الخاصة بأداة معينة في وقت واحد، وذلك لمعرفة مدى الاتساق وعدم الاختلاف التام في الاتجاه بين الإشارتين، كأن تشير واحدة إلى صعود والأخرى إلى هبوط.
- كن صبورا وحذرا: من المستحسن أن يتم مراجعة التداول بعد الاطلاع على الإشارة، للتأكد من دقتها في تتبع السوق، أو انتظار إشارة أقوى تزيد من ثقتك بالإشارة المجانية.
- نوع المصادر: اعتمد على مصادر متعددة للمعلومات، وليس فقط الإشارات المجانية، لاتخاذ قرار التداول النهائي.
الخاتمة:
في الختام، تبقى إشارات التداول المجانية أداة قوية في عالم الفوركس، إلا أن استخدامها بشكل واعي وحذر يعد من أبرز الأمر التي تزيد من احتمالية نجاح استخدام هذه الإشارات.
كما أن الإشارات المجانية تعد وسيلة مهمة في التعلم وأكتساب الخبرات وخاصة من أولئك الذين يتمتعون بقدر كبير من الخبرات العملية والعلمية والتي يعكسونها أثناء تقديمهم لإشارات التداول.
وهنا تجدر النصيحة لكل المتداولين، من أن يقوموا بتحقيق التوازن بين استخدام الإشارات وتطوير المهارات الشخصية وخبرات التداول الذاتية، لاتخاذ القرار المالي الأنسب بأقل قدر من الضوضاء التي قد تحيط بالمتداول أثناء قيامه بذلك القرار.
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.